طفــــــل مازال يبكي
مهما تقدم بنا العمر ومهما تجاوزنا من صعوبات سنلتفت دائما صوب الطفل الذي تركناه وراءنا وربما مازال صوت بكاؤه يقضُّ مضجعنا ويؤرق نومنا، ما كان ينقصه سينقصه للأبد وإن حاولت الحياة اشباعه بانتصارات كبيرة، فالطفولة هي اساس البناء الذي سيعلو ويضم بداخله كل ما يتعلق بنا من مشاعر خوف لم يُكتب لها الاطمئنان، او غضب لم يُحتوى وربما وجع ظل محبوساً او حتى كلمات لم يُطلق سراحها عندما تتحدث لتروي تفاصيل قصة من خيالك لتخرج من وحدتك وتصفعك كلمات الكبار واستهزائهم او يقال لك كم تثرثر، كن واثقاً ستصمت كثيراً وتحبس كلماتك خوفاً فالكثيرون ينجبون ولكن القليل منهم من يدرك ان هذا الكائن الذي استضافته الحياة لكي تكرمك بوجوده يستحق ان يستأثر باهتمامك حتى يتأكد بانه مميز ومختلف ليكبر وينمو وهو يتمتع بصحة نفسية جيدة ليتألق وينبهر بنفسه ويلمس القلوب ببصمته .