المشاركات

عرض المشاركات من 2020

طفــــــل مازال يبكي

صورة
  مهما تقدم بنا العمر ومهما تجاوزنا من صعوبات سنلتفت دائما صوب الطفل الذي تركناه وراءنا وربما مازال صوت   بكاؤه يقضُّ مضجعنا ويؤرق نومنا، ما كان ينقصه سينقصه للأبد وإن حاولت الحياة اشباعه بانتصارات كبيرة، فالطفولة هي اساس البناء الذي سيعلو ويضم بداخله كل ما يتعلق بنا من مشاعر خوف لم يُكتب لها الاطمئنان، او غضب لم يُحتوى وربما وجع ظل محبوساً او حتى كلمات لم يُطلق سراحها عندما تتحدث لتروي تفاصيل قصة من خيالك لتخرج من وحدتك وتصفعك كلمات الكبار واستهزائهم او يقال لك كم تثرثر، كن واثقاً ستصمت كثيراً وتحبس كلماتك خوفاً فالكثيرون ينجبون ولكن القليل منهم من يدرك ان هذا الكائن الذي استضافته الحياة لكي تكرمك بوجوده يستحق ان يستأثر باهتمامك حتى يتأكد بانه مميز ومختلف ليكبر وينمو وهو يتمتع بصحة نفسية جيدة  ليتألق وينبهر بنفسه ويلمس القلوب ببصمته .

اكوان متوازية

صورة
    التقوا في الخيال أما على ارض الواقع كان لقاؤهم مُحال كل منهما يعيش في عالمِهِ، احدهم سلك طريق العقل ليصل الى اهدافه ويحقق  ذاته ليشار اليه بالبنان، يهوى النجاح، اختياراته مدروسة يتردد كثيرا في تحقيق ما لا يضيف اليه الكثير، لا يمكن ان نطلق عليه أناني لان طريقة التفكير هي من يقود الانسان والاطباع ليست ملابس نرتديها او نخلعها وقتما نشاء. اما الاخر فغارق في احلامه يعيش عواطفه الى اقصى الحدود ولايأبه للواقع، لا يمكن ان نطلق عليه مجنون، بل هو عاشق للمخاطر طريقه مُعبد بالشجاعة  يعيشون بأكوان متوازية ازمانهم مختلفة فالاول يقيس زمنه بانجازاته والاخر بكم العواطف التي يمنحها لا مكان يجمعهم ولا زمان فالاختلاف يكمن احياناً بين حلم قلب وقسوة عقل .

احســــاس السعــــادة

صورة
  يفترض الإنسان إن خياراتَهُ ستمنحَهُ السعادة الدائمة   ولكنه بعد فترة من الزمن إن طالت او قصرت سيتأكد إن التمني الذي سكنه واحلامه التي نسجها في خياله هي التي منحته هذا الاحساس، فالصورة لن تكون مثالية طوال الوقت بل ينقصها الكثير من الجوانب والسعادة الحقيقية في الرضا عن اختيارك   بعد ان تعيش الواقع، فالزمن كفيل بكشف تفاصيل لم تتعمق بها لان الانسان ينغمس في احساس المتعة الوقتي حتى يستفيق العقل على واقع يجبره على التعامل الناضج، فالذي عاش التجربة يجدر به التصحيح او التقبُّل بحسب قدرته فالمتعة احساس مؤقت والسعادة اختيار طويل الامد. مي طارق ديسمبر 2020

عناية مركزة

صورة
  خط الحياة بانحناءاته لا يستقيم إلا عند الوفاة بين حزن وفرح وصحة ومرض نعيش، لنا من كل احوال الدنيا نصيب. تنتظر في ذلك الممر الطويل البارد بزمن لايكاد ينتهي، عزيز يرقد والساعات تمر كجبال ثقيلة على قلبك تحتاج لمن يقول لك سيكون بخير او انه امر طبيعي للتعافي بعد الخروج من حالة مرضية حرجة من ينيرون فيك املاً ليواسوا أنفسهم بانتظار اعزائهم.     تشعر بالتعاطف وتعيش معهم اصعب اللحظات يقاسمونك وجع الانتظار وقسوة توقع الاحداث تستغرب كم الراحة التي تشعر بها مع غرباء لاتعرفهم وكم تستصغر هؤلاء الذين يتحدثون بتفاهات الحياة يثرثرون وانت في غاية القلق لايدركون مدى ماتمر به من عجز ويأس.   عندما ترى شخصا محمولاً من تلك الغرفة وقد فارق الحياة تبدأ نبضات القلب بالتسارع وتبكي مع اقربائه فكل المترقبين بحاجة الى عناية مركزة لاستعادة انفاسهم ونبضات قلوبهم التي ارهقها انتظار وهي تستدعي صبراً وقوة.

ولادة اخرى

صورة
  كثيراً ما تقول سوف احتفظ بنفسي كما هي، بعيوبها ونقصانها ولكن احياناً لابد ان تقضي على شيءٍ ما فيها لانه هو الذي يهوي بك الى القاع وان استدعى الامر ان تولد من جديد بأفكار اخرى بأيمان ان تكون كما تريد. لأننا نتعلق بالماضي نقتنع بما قيل لنا عن طباعنا بتعليقات لا تمت لنا بصلة فكلنا قادرين ان نولد من رحم معجزة تبعث فينا حياة اخرى ان لزم الامر وان تقفز الى اماكن خطرة لعلك تحلق وان هويت تنهض مسرعا فهناك اوضاع لن تكون مناسبة لك مع مرور الوقت وان تخليت عن اغلى الاشياء. لتكن لك حياة لاتهدرها لينعم الاخرون باطمئنانهم، ان تكون ناضجاً وبيدك مفتاح حريتك افضل من ان تكون رهينة لتنال الرضا فالمفترض ان يكون اهم مايشغلنا هو اعجابنا بانفسنا واعجاب الاخرين هو من الخيارات الاضافية ومن المهلك ان ننشغل به.

لوحة عنوانها الحياة

صورة
عندما تتـذكر مقتطفـات من ايامك وترى ما فيها من تناقض تتـيقن بأن الحياة تتجدد باختلاف مايمرعليك من احاسيس، في لحظات تغرق في يأسك حتى تظن ان لا نجاة من هذا الاحساس وتنجو لتعيش املاً لا تدرك اسبابه فلولا بشاعة اليأس ما اتضح جمال الامل وتختبر الفشل الذريع حتى تفقد الثقة في القدرة على النجاح فتنجح وتستعيد نور انطفأ في داخلك وكم من مرة جربت ان تجلد ذاتك وتحملها ما لا تطيق ولكنك ما ان تفهمها سترى ان اختياراتك الخاطئة كانت في الماضي مناسبة لمقدار وعيك والاولى بك ان تحتفل بنضجك لا ان تقيم حداداً دائماً على جهلك فاللوحة اتضحت وتبينت الوانها وتفاصيلها، الفصول في تغيُّر والفرح سيسكنك ويغادرك ليعيشه غيرك وان بخلت عليك الحياة كن كريماً مع نفسك ولا تتآمر عليها مع الايام   فالقيمة تكمن في من يعيش اسوء الاحاسيس ويبقى محتفظاً بروحه التي مازلت تنبض تحت الركام . مي طارق  ديسمبر 2020

اختيــــار

صورة
في الحياة لنا ان نختار الاشخاص والاماكن والافكار و من حق انفسنا علينا ان نحذف ما ومن يزعزع راحتنا وامننا النفسي، من لايضيفون الى رصيدنا الا حزناً وخيبةً وإنتقاص، فالحرية لايرضيها ان ترافق الضعفاء المسجونين بخوفهم من فقدان، والشجعان لايقبعون في حفر لكي لايُدفَنوا وهم احياء فتفاصيل صغيرة في حياةٍ تختارها ورفقة لا تتخلى عنك في احلك الظلمات ثروةٌ ستدرك قيمتها يوماً،    نستغرب احيانا كيف ان البشر يحيلون حياتهم الى جحيم وبيدهم ان يقلبوا المعادلة لينعموا براحة البال فنعمة التخلي من فرط التعلق تُمنح للجميع على حد سواء ولكن التمسك المؤذي سمة الضعفاء. 

كلمة السر

صورة
أيامنا تشبه الى حدٍ ما المقطوعات الموسيقية، راقصة ومبهجة تعِدُنا بالفرح وقد تخلف وعودها فيضطرب ايقاع الحياة ونشعر بالتشويش وتسود فوضى لا امل في الخروج منها والاسباب كثيرة، صدمة او فقد لقريب او لثقة وضعتها في احدهم حينها لا تدرك كم من الوقت مضى وكيف انتهى يومك تتمنى ان تختفي او ترحل الى مكان بعيد لن تصله خطوات بشر تتجنب المحادثات وتسخر من التفاهات تفقد الاهتمام بما وبمن حولك لاتنتظر اجابات لأسئلة، من منا لم يشهد ايام كهذه ولكن الصبر هو كلمة السر للخروج ناجياً من توهانك لتعود ادراجك وتمارس حياتك وكأن شيئاُ لم يحدث وطوق نجاتك هو التمسك بنفسك وادراكك مدى قوتها فهي من واجهت ومازالت تنبض بالعزم فالأًولى بنا التسلح بالتغاضي والتجاهل، كل مايؤذي سيمر ويتحول الى ماضي. مي طارق  27 نوفمبر 2020

متلازمة تعظيم الذات

صورة
  يرى الانسان الحيـــاة من منظورَهُ فيتوقّع مِن الجميع أن يعيشوا معه الفرح لإقصى درجة إن كانت ايامه مشرقة عامرة بالسعادة وإن كانَ حزيناً ممتلىء بالتعاسة يستغرب من إستغراق الجميع في حياتِهم تغمرهم الأفراح ولا يبالون بألمِه، ينزعج عندما لايُصفق لنجاحِهِ الآخرون، دائم التصور والتصديق بأنهُ محور العالم فقوة الأنا تُحركنا جميعاً، تقلل من قدر الاخرين واعمالهم وتعظّم ما نفعل، ندّعي ونُظهر بأننا جزء من عالمٍ كبير ولكننا على العكس من ذلك مبتلون بمنطق إن الكون يدور من حولي نتخذ المواقف وتجرنا افعالنا الى التحيُّز المقيت لذواتنا والتقوقع فيها الى حد الهوس وليس المقصود تقليل الذات والاستهانة بها بل محاولة فهمها والغوص فيها وترك ما لا يمت لنا بصلة فالحياة بحالات للفرح ايام وللحزن ايام، للنجاح لحظات وللفشل لحظات فاحسن ايامك قد تكون الأسوأ للغير وفي ذروة نجاحك قد يعيش البعض لحظات فشل فرفقاً بنفسك وبهم . مي طارق

بــراءة الواقـــع

صورة
لا تكمُن مشكلاتنا في الواقع بل الأحلام التي تقدم الخيبات على طبقٍ من ذهب نرفع سقف توقعاتنا فيسقط السقف ويقلب حياتنا رأساً على عقب، يحيلها الى فوضى عارمة نعجزُ عن ترتيبها لاحقاً إنها ليست دعوة لليأس وتجرُع مرارة الواقع بلا تزينه بشيءٍ من الخيال والتمني بل تفصيل الأذى المتسبَب من الثقة المبالغ بها، فلن يخون ثقتنا الا ما احببناه بشدة ولن يفتك بأرواحنا الا من وهبناه حياة كاملة فالأولى بنا ان ندرك ان القلب منطقة مقدسة لا نُسكِن فيها الا من يستحق من نجدهُ في الشدة قبل الرخاء من يستر عيوبنا ويغطيها برداءٍ من المعزة، من ندير الظهر بوجوده وكلنا اطمئنان، من يُهدّأ خوفنا ويمدنا بالسكينة من لايتركنا نغرق بدموعنا في ليل مظلم.   مي طارق 17 نوفمبر 2020

قفــــص الإتهـــام

صورة
كلنـــا كَبشَـر نُعامِل مَن يُخطئ كـمُجرم، نُـطلق عَـليهِ أقسى الأحكام لأننا نَـجهل ما في روحِهِ من أمراضٍ نتَـجَـت من ظُروفِهِ ونشأتِهِ، ما الصعوبات التي واجهها، وهل اعانَهُ أحد على تخطي مواقف معينة، أَم تراكمَ السوء في نفسِهِ حتى أصبح جزءاً لايتجزأ منه، ما هوَ الدافع الذي ساقَ بِهِ إلى ما نعتبرَهُ خارج عن الطريق الصحيح حسب وجهة نظرنا لاننا لم نقطع الأشواط التي قطَعَها في وجعٍ تسبب له بعلةٍ. تعودنا أن لا نمد يد العون للمخطئ وانما نرمي عليهِ الأحجار حتى نطرَحهُ أرضاً ليتفاقَم وجَعَهُ وليُعاني من اصاباتِ الأتهام المستمرة . مي طارق    

قتــــل عمــــد

صورة
  كم سترتاح النفس وكم من وَجَع سيهدأ إن أسدلنا سِتار الماضي، فكلنا متيقن بأن الحياة تسيرُ باتجاهٍ واحد واستحالة عودة ما مرّ لابد أن يكون مبرر قوي ينهينا عن الندم، فكلما نظرنا الى المنطقة المظلمة التي باتت وراءنا ثـقُــلت خطواتنا، فالهوس المرعب بماضينا هو مايؤرق حاضرنا ويلقي بمستقبلنا الى تهلكة نحن في غنىً عنها، لمن يسعى الى قتل الأمل في روحِهِ أطِل النظر بالماضي وتعلّق بما يجلب لكَ التعاسة واليأس فانت تقتل "الآن" مع سبق الاصرار والترصد .

حــــلّ النـــزاع

صورة
تُوقِظنا أشعة الشمس معلنةً بدايةَ يوم جديد، الامس مضى وبدأ يوم جديد، مازال في العمر بقية، إنهض لتُصالحَ نفسَــكَ التي طالما قهرتَها وعذبتها بسعيٍ وراء امال كاذبة وتفاصيل لم تُكتب لك   ولـُمتها على قراراتٍ خاطئة. ففهمنا للحياة يقتصر على إرهاق ارواحنا بأحمالٍ لا نقوى عليها ولاندرك باننا بأمس الحاجة الى فضاء واسع لكي لا تختنق عقولنا ولتتحرر من اعباءٍ تتراكم يوما بعد يوم، فأشد الخصومة وأقسى شقاق هو الذي بيننا وبين انفسنا فالغاية ان نكون اسعد لنحظى براحة الليل وليسكن النوم ملئ الجفون، فالسلام يمنحنا طاقة هائلة ويمدُّنا بروحٍ متجددة كروح طفلٍ حدودهُ الأفق الواسع. لندع الامور تسير في مجراها وما كُتِب لنا لن تغيره نزاعاتٍ تجرُّنا الى قلقٍ في النهار وأرقٍ يأسرُ أجفاننا حتى الصباح .  

راحة تــليق بأرواحنا

صورة
  تموتُ الأزمات وتمر اللحظات القاسية وننجو ونفهم بأننا الاكبر، نحن من يحتوي كل المشاعر المؤذية حتى تحتل كل حيز ونمدها باوكسجين الاستسلام لتحيا وتلفنا من كل الجهات ولكن هناك من يسعى الى التشافي ويتصالح مع نفسه بعلاج اوجاعها ومداواة جروحها لكي لايطيل البقاء في دائرة مفرغة لاخروج منها الا بهلاك، فالأولوية الأهم معرفة العلة وتقبل الحقيقة في إنَ ما تعيشه واقع ولابد من استعادة زمام السيطرة على ما تشعر به واللجوء الى زاوية بعيدة عن ما ومن يؤذيك فالاستغناء راحة بعد تعب التمسك وان استهلكت عمرك في التغاضي والتجاهل، لا تتردد فهدوء البال ثروة لا يدركها الا من عاش في نزاعات بلا معنى بين قلبه وعقله ولم يتيقن بان الأتزان والبعد عن الميل الى كفة دون اخرى طريق للخلاص . مي طارق

قيـــــــود

صورة
لَن نُدرِك مهما حاولنا مدى تأثير الاخرين على أفكارنا وحجم الرواسب التي تراكمت لسنين وسنين كقيودٍ أسرت رغباتنا لننال الرضا، ولكن بعد ان ننضج وتتضح الحقائق نتأكد بأن أصل النجاح هو العيش بإختياراتنا، إن كانت خاطئة من وجهة نظر الاخرين او صحيحة بنسبة كبيرة كيف لنا ان نعطيهم الحق بقيادة عقولنا وتسييرها كيفما ارادوا فهم بشر مثلنا  وارائهم تخطئ وتصيب لايتميزون عنا الا باختلاف الرؤيا والزاوية التي ينظرون منها الى الاحداث فتحرير افكارنا لنمتلكها ليس بالامر اليسير ولن يتحقق الا بوصولنا الى اعمق نقطة في ذواتنا فهنالك تختبىء مرآتنا التي لاتكذب ولا تزيّف ولا تُجَمّل، حينها سندرك اهمية وجودنا وننفذ ما تُملي عليه ارادتنا  فكل الاراء قابلة للنقاش والكثير منها لايتناسب معنا. مي طارق

عضــــلة العَـــــزم

صورة
  روح المُقاومة التي تنتــفض فجأةً من وسط ركام هي ذُخرَنا في الأيام الصعبة، عندما نســـقط حُزناً ونكتفـــي بمشـــاهدة الأحداث ونعجز عن لَعب دور البطولة بعد صدمة تصيب حياتنا بشلل، ولكننا في لحظةٍ ما نشعر بتلك الايادي التي تنتشـلنا من عجزنا وندرك بأن الحياة بنا او من غيرنا ستمضي، لن تبالي بحزننا ولن تُــقيم الحِداد على ما فقدناه، فكلما اوجعتنا الأيام اشتدت عضلة العزم في ارواحنا واعادت الينا القوة لنَصحو ونتواجد ونعوض وقت اهدرناه جرّاء أزمة عابرة .

جســـر الخـــوف

صورة
بعدَ أن تتخَطى مَراحِل صعبة من حياتـك ستُـدرك ان حذف الخوف لايندرج تحتَ أهم الأولويات، فالإنسان لا يكون سَوياً إن لَم يَعِـش خوفاً وإن كانت نسبة الاحساس بِهِ تتبـاين من شخصٍ لآخر، فخوفـك من واقعٍ جـديد هو شعور بَـشري لا بد منهُ لـتُعد العُدة وتنطلق بقوة أكبر، وخوفك من فقدان محبيك يشيرُ الى ان روحَكَ ما زالت بخير، فـالشجاعة لا يرادفها عدم الخوف وانما تحديه بان تكون لهُ نداً لند، فتسير بخطىً مُدركة وواثقة بأنها ستواجه عقبات وستعيش لحظات لا يمكن وصفها باليسيرة وثقلية على النفس، وسيُقــال عنك جَسور بعد ان تعبر جِسراً مليء بالمخاطر وتواصل العبور حتى وإن تعثرت ستتعالى نبضات قلبك لدرجة ان من يسير بجانبك سيُدرك حجم المعركة التي تخوض غمارها مع نفسك لتتقدم .  

انعكاس الروح

صورة
  اعمارنا لا تمُت بـِصِلة الى تاريخ الميلاد المُسجل في بطاقاتنا التعريفية، فاحياناً كثيرةً نكبر في يوم واحد عشرات السنين، نتحول الى خريف ، فتات اوراق شجر عصفت بها رياح اليأس ونثرتها هنا وهناك، عندما نخسر رهاناً مع انفسنا فيخذلنا الاخرين، يتباطا النبض وتتراجع الهمة وتبهت الوان أيامنا وقد يمر عليك يوم تعود فيه طفلاً صغيراً منحتهُ الحياة فرحة مفاجئة تُعيد لهُ بهجةَ روحه التي اذبلتها الأوجاع او ربما بداية جديدة كان طيفها زائراً لأحلامنا فالعمر مرآة الروح، مقياس حزننا وسعادتنا. هنيئاً لمن طال احلامه وبقي طفلا تتعالى ضحكاته وتصل عنان السماء وصبراً لمن كان عمر خيبته كبير فشاخت روحه وتعدى عمره المئة عام .

امنيــــات لن تُولد

صورة
  الانتظار زمنٌ يُهدر فيهِ جمال التفاصيل التي كانَ منَ المُمكن أن تكون جزءاً من صورنا الحالية تموت فيه بهجة وتبرد خلال زمنه رغبة، تتشتت الأفكار ويبدأ حلم ما بالتلاشي، تموتُ على ارضِه بذور السعادة لشجرة لم يُكتب لها ان تكون ظل وارف نستظل به لنأخذ قسطاً من الراحة بعد عمر من التعب، ولكنه مفيد بقدر ماهو مُهلك فعندما تنسحب غيوم الكدر واليأس من سمائِنا وتهدأ العواصف التي أرقت هدوئنا سندرك ان نهاية مرحلة ما كان أمراً لابـُد منهُ لولادة جديدة، فسُنة الحياة شملت حتى المشاعر لتقول لنا بأنها لا تكتمل الا بعد ان نعيش كل مافيها . 

وجوه الخيـــانة

صورة
تغيير مفاجئ في احداث كانت تسير على مايرام او صدمة يتغير بعدها عالمك  او طعنة تتلقـــاها ولم تحسب لها حساب، فالخيانة لا تقتصر على علاقة بين رجل وامراة، قد تخونك امنية زارت خيالك وتخلّت عنك لتكون لاخر بينما كنت تسعى وتهدر وقتاً وجهداً لتنالها، ولربما تخونك الحياة بان تسلط عليك من لاقيمةَ لهُ ويكون سبباً من أسباب تعاستك، او يخونك يومٌ تخسر فيه مشاعر جميلة لطالما احتضنتك ومدتك باسباب الاستمرار، وفي أحيانٍ كثيرة يخونك قريب سنحت له الفرصة بان يضيء جزء ما في نفسك او يفتح ستار ليتسلل النور ولكنه بلا رحمة يغلق ابواب سعادتك ويستمر في حياته لايأبه لخرابٍ حلّ بك، وهناك من يخون العهد عندما يَعدُك بانه لن يتخلى عنك وسيكون العون والكتف في ايامك الصعبة ولكنه يتراجع في منتصف الطريق، فللخيانة صور ومواقف لا حصر لها ولكن وجعها واحد.

استـــشــــفاء

صورة
نقســو على انفســنا فنكون الاشد فتكاً من الأمراض، نـــقودها الى الهلاك باستحضار الماضي على الرغم من اننا على يقــين تام بانه انتهى وصورته غير قابلة للــتغيير حتى لــو وضعنا قبل حروفِه الف ( لـو) جرت الاحداث وجفّ القلم، وكمرارة الدواء الذي يشفينا علينا ان نتجرع مذاقه لنتشافى لان الوهم كالسم الذي يجري في العروق يُضعِف   الروح بوجع انتظار غير مجدي نتمسك بارتداء ثوب الحزن على حدثٍ مر وانتهى و نتغاضى عن الحقيقة التي تقول بان قطار العمر يسير باتجاه واحد، فعودته مستحيلة ولابد لنا من النظر الى المحطة القادمة لِمَ نتأثر بغياب رفقة اشعرتنا بالوحدة وهل من الصحيح السعي خلف سعادة كاذبة تمنحنا رضى مؤقت تختفي بعد ان ينتهي الحماس وبأيدينا دواء يشفي الروح وهو التمتع بالاحداث الروتينية   البسيطة   واستئناف اليوم بما نحب، فنجان قهوة يواسي وحدتنا او الاستماع الى اصوات الطبيعة ليهدا ضجيج التعلق الذي ارهقنا او مشاهدة شروق الشمس لندرك ان البدايات   الجديدة ممكنة فمهما كانت هزائمنا كبيرة، في الحياة تفاصيل تُشفي العلل   .  

احتمــــــال آخــــــر

صورة
وجودنا في مكـــانٍ مـــا على هذهِ الأرض مجرد مُصادفة، كانَ منَ المُمكن أن نكـــون شخصاً اخراً في حياةٍ اخرى، أنسان بطباعٍ مختلفة ولكن هل لنــا ان ندرك ان الحياة في الجانب الاخر رائعة ومثالية ولا تَـــشوبها شائبة؟ سيكون الجواب بالطبع كلا فكلنا متساوون في السعادةِ والشقاء ولكلٍ منا نصيب منهما، هناك مَن يفتقد اللمسة الانسانية في حياته، بخيل في العطاء، يسعى الى الاخذ، وهناك من يهوى عرقلة حياة الاخرين او تشويه صورهم ليكسب راحة مزيّفة ولا تخلو الحياة من وجود من يكره الخير للاخرين ويحاول ان يقتل امنياتهم   ونصادف كثيراً من يظهر بدور الضحية وهو قاتل مع سبق الاصرار أنهى جريمتهُ ولبس ثوبَ البراءة، فكل ماسبق صور من الشقاء فهو لايندرج تحت عنوان الحرمان من امتلاكِ الأشياء وانما الصفات السيئة التي انقذك الله منها شقاء وبحرمانك منها تعيش في نعيمٍ لا تدركه فلكل منا اختيارات خاطئة قد نتوه ونعثرعلى أنفسنا مجدداً وتغيّر الأحوال جزء من قانون الحياة وان كنا احتمالاً اخر فالمصاعب تُميزنا وصمودنا ينقذنا، علينا ان نفتخر باننا ذلك القوي الذي انتقته الحياة ليواجه عقبات يعجز عن تخطيها غيره من البشر .  

مؤشـــــر القــــوة

صورة
  قدرتنا على التخطي، تقبل  الصعوبات والتكيف معها والمحاولة تلو الأخرى  هي المؤشر الذي يرشدنا الى مدى قوتنا  فالمجد دوماً لمن يتلقى الصدمات ويبقى واقفا على قدميه متكأً على نفسِـــهِ، احساسه كإحساس طفل نقي بريء يهوى المجازفة مهما تعثر يملأ الدنيا بكاءً ان صفعته كلمة جارحة لكنه،  يتصرف بشجاعة عندما تجبره الظروف على إرضاء عقله وايلام   قلبه هو الذي أدرك انه قد يهوى أشياء لا تحبهُ ولا تنتمي اليه فينسـحب بنفسٍٍ راضية غارقاً بمرارتِهِ، هو المتسلح بثقافة الفقد لا يطمع في امتلاك الأشياء والأشخاص، صلابته تتعزز عندما يفارق وحكمته تتعمق بعد الخسارات ....

للروح لغات تألفها

صورة
  كما للالسنـــة لغة تألفها وتتعلمها منذ الصغر فللأرواح لغات تفهمها وتتحدث بها طوال العمر،  فــــإن كانت بدايـــة حياة الانسان منغمســـة بالألم ستكــــون هي لغة روحه التي يعطيها ثقــلاً في المواقف حتى البسيطة منها، فتتضخم الاحداث وتصبح عبئاً يثقل الكتف فلا يدرك الغرباء الذين يدخلون حياتنا باي لغة تتحدث أرواحنا  وقد لا يستطيعون العزف على نفس الوتر. وهناك من يبدأ حياته برحيل انسان قريب فتتــــشبع روحهُ حزنا فيكون ذلــك احساسه الذي يتعود عليه ومهما احاطهُ فرح لا يستطيع التجاوب معه. والكثير منا يمشي اول خطوات مشواره فيرافقه من يتسلط عليه فينجذب  لهذه النوعية من الأشخاص لان احساس الضعف هو اللغة التي تتحدث بها روحه تلقائياً  ولكن  ستعلمنا   الحياة لغات أخرى وسنصادف من يعلمنا لغة القوة أو الفرح  بالتفاصيل البسيطة التي لا نراها احيانا عندما نصاب بمتلازمة التعود على النعم. ان كانت بدايتنا شاقة على الروح فنحن الجزء الاهم في هذه القصة نحن من يحركها ويمسك بخيوط تفاصيلها. ولكي نحافظ على صحتنا العقلية لابد من إتقان المزيد من اللغات لكي لا تصيبنا لعنة البقاء في ...

لحظـــــة فاصــــلة

صورة
كلمةٌ تُنطق قد تكلفك عمراً من الاذى او موقف كان لابد من اتخاذه لكنك ترددت هي لحظات فارقة لتفاصيل كان من الممكن ان لا تُكتب في تاريخ حياتك  لتعيش بسلام واطمئنان، نحن من يُدخل مفردات تُفسد نظامنا ونسمح للاخرين بالتسلل ليكونوا بعد ذلك عوناً للايام في ايذائنا، فبعضهم ان رؤوا فيك نوراً اطفأوه بكل مايملكون من قوة وجبروت. تُهدي  لهم الفرص بطيبتك وحُسن النوايا فيحرقوا روحك لتتحول الى رماد وياليتهم يكتفون فلو تمكنوا لدفنوا رمادك لكي يخفوا خطاياهم  وكأنك لم تكن يوما ما بهجة ً لنفوسهم ويداً حانيةً اخرجتهم  من ظلمات حالكة عندما كانوا بقايا انسان فلملموا شتات روحهم واوجعوك. مي طارق

اعتــــــــذار

صورة
  ننـــزوي أحياناً الى حيز ما لنبتعد عن ما يعكر صفو حياتنا ونتخذ من الصمتِ مذهباً، فالاحاديث ما عادت تجدي نفعا والديون المتراكمة التي تأبى الايام ان توفيها اصبحت ثقـــل موجع ماعادت النفس تطيقهُ، استهلكنا عمراً من الكلام والحروف اصبحت تعجز عن التفسير وكثيراً ما ننطق ويُساء الفهم، لنولي اهتماما بأرواحنا كتعويضٍ بسيط لأننا من يرمي بها الى وديان سحيقة حتى تسقط في احضان المجهول وتتحول الى اشلاء يَصعُب جمعها.... مي طارق

اكتفــــــــــــــاء

صورة
في مكـــــانٍ ما بصحبة افكارنــا نستحضر اعواماً مـــرت وغادرتنـــا، كم من اشياء تخلينــا عنها، نخاطب انفسنا ونقول ان للنضـــج نكهة مميـــزة نتذوق فيها راحة الاستغنــــاء عن الكثير ونكتفي بما لدينا، فبعض التفاصيل كانت مهمة في زمنٍ ما ولكنها فقدت الحياة ورحلت ورحل عنها اهتمامنا فأثمن ما نسعى الى امتلاكهُ اليوم سلام نفسي واطمئنان ورضا، نطلق سراح ما لايليق بنا ان نتمسك به ونحلق بعيداً عن احاديثهم واحكامهم  لنكتفي بتحديد معالم حياتنا، اما صورنا التي في بالهم فلم تعد ذات ثقل في موازيننا .

قصـــــور من رمـــــــال

صورة
ان ادّعينـــا معـــرفة الاخـــر كامل المعرفــة سيكون ضرباً من الخيال، فبــــاطن النفوس كآبـــار مظلمة لا ندرك نهايتهـــا الا بعد ان نرتطم بالقـــاع وعندها سنعرف ان كانت خيراً او شراً. نتوقع من الآخرين افعالاً لن يقوموا بها او حباً لن يمنحوه فذلك الامر ليس بجرمٍ يرتكبوه وانما هو ذنب خيالنا الذي حلق بعيداً، قصورا من رمال بنيناها و محى آثارها الموج  فتصوراتنا لا تنتمي اليهم فلا احد يعلم عن المجهول وكلنا سيعيش ذلك اليوم اوربما عاشه ويصل الى الحقيقة التي تفيد اننا من وضعناهم في اطار لا يتناسق مع حقيقتهم.

نــــــوبة هـــــــلع

صورة
    لأننــــا نتصور بأن الحيــــاة ستحتضننـــا طوال الوقت وان الاحلام الوردية ستصبـــح يوما ما واقعنا الذي نعيشه وان الاحبة سيبقـــون الملجأ والخلاص من الوحدة   والاصدقاء سيشـــدون من ازرنا بلا تردد سنصاب حتماً بالخيبة وستتهافــت الصدمات وسنغـــرق في احزان بقدر امتداد اعمارنا نتساءل هل من علاج يشفينا من الاعراض المصاحبة لازمات لاتنتهي؟ وماذا عن الثقة ؟ وهل سيكون التعافي امرا يسيراً؟ ولكن الاجابة تأتي مسرعة عندما نكون وجه الى وجه مع الحقائق التي ذقنا مرارتها وعندما تدق الذاكرة اجراسها، سنعجز عن التقاط الانفاس لبرهة ونشعر بتسارع نبضاتِ قلبٌ سأمَ من تكرار المواقف مع غثيان من كذبٍ ونفاقٍ وشعور بانفصال مؤقت للروح عن الجسد فتلك حتما نوبة هلع .  

حِـميـــة

صورة
    في ايامنا هذه   يتساؤل الجميع عن افضل نظام تغذية و عن اكفأ الاجراءات ليتزينوا باطار الرشاقة وليرتدوا مايحلو لهم من الملابس فهي اصبحت تصطف   في حدود   بقية المظاهر البراقة كما لوكانت منغصات عدم الرضا ستذوب مع تلك الشحوم وتذهب الى غيرعودة...  اصبح الحديث عن خصوصيات الجسد بث حي والتباهي بالعضلات معياراً   للتحضر والجميع يخشى سمنة الاجساد، اما سمنة الغرور فلا احد يبالي   بالتخلص من سعراتها فكلنا بحاجة الى حمية نمتنع فيها عن الاستهزاء، ولكنه حلم الى رشاقة مستحيلة فالتغيير في جسدك لن يحدث   الفارق ولكن الابتعاد عن السخرية والتنمر هي من سيضيء ظلمات هذا الكوكب. على الرغم من ادعاء البعض بان السمنة مرضاً من امراض العصر ولكن سمنة التفاخر والتباهي و التقليل من شأن الاخر اصبحت عاهة، جميعنا يتذكر سوزان بويل التي تقدمت الى برنامج المواهب البريطاني و كم ضحك الجمهور وهزأ من هندامها ومظهرها ولكن ما ان صدحت بصوتها   صفق لها الجميع انبهاراً بعدما اخرجت جوهرة ثمينة فتلامع صوتها وغطّى على ظلمة عقولهم .   سمنة التعالي والغرور اشد فتكاً من سمنة ا...

منـــــاعة نفسية

صورة
ننشغــــــل كثيراً في رفــــع مناعتنا الجســــدية لنتحصن من الأمراض ونتغاضى عن تحسين المناعة النفسيـــــة التي ان انخفضت ستهلك ارواحنـــا وتغرق في حزن بلا نهايـــة الظروف والاحداث تسحق الامل بلا رحمة، ونحن نفتقد الى المرونة والتكيّف،  نمر بازمة فنستسلم لمأساوية الحدث، يتغير الروتين احياناً لتشير لنا الحياة بأن هناك طريق اخر لتسلكه  ولتبتكر اسلوب جديد، فكل الاختراعات ابتكرت لحاجة او لنقص ما حاول المبتكر ملئه لنمر بما هو غير مألوف، فراحة الاعتياد على الاشياء متعبة. هنيئاً لمن ينفض غبار الالم وينهض لينتصر على ظرف لا يطيق الآخرون  ثقله، فالمعارك الكبيرة لا يخرج منها سالما الا من يجيد التشبث، فالحياة اختيار بين تقوقع في يأس بلا نهاية او صمود تتسلح به لتستحق العيش .   

صُدَف

صورة
مهمــــا ادعينا التخطيط المسبق ومحاولة الاستعداد لاستقبال الاحداث، تبقى الصُدَف ومفاجآت الحياة هي الراعي الاهم والمحرك الاقوى، فلن تدري بأي زمان وعلى اي ارض ستهوى وتنهار احلامك التي بنيتها بصبر، لن تجدي نفعا ارادتك ولن يكون كل شيء كما تتمنى نفسك. قد تهب رياح لم تعد لها عدة يصادفك اهتمام لم تحسب له حساب لتزهر روحك من جديد او يصفعك خذلان استنزفت لأجله  سنوات عمرك ليحرق ماتبقى منها واهدرت طاقة روحك لشعور لن يساوي الا صفراً مقابل اولوياتهم وتسقط في بحر من الالم في انتظار سعادة تنتشلك...

زهـــــــايمر

صورة
  اتمنى ان امتلك مفاتيح ذاكرتي واغلق ذلك الحيز المليء بالوجع....   ذكريات مكان ما كضوء بهتَ بريقهُ واحتضن لحظاتك السعيدة، غادرتهُ الــى غير عودة ولكن تفاصيله مازالت غارقة في اعماقك وتابى الرحيل، تتمسك بك كطفل لا يفلت يده من يد امه خوفاً من الطريق وكرحم ضم جنين يريد الاحتفاظ به ويأبى ان يجهضه. عندما تلتصق مع الذكريات تكونان كتوام سيامي لا ينفصل الواحد عن الاخر. عندما زرت بيت جدي بعد رحيل خالتي، زال الغبارمن ذاكرتي  وازداد حزني فتذكرت لحظات الطفولة التي لن تعود وبقيت عالقة في ذلك المكان الذي يأبى تركي حتى في احلامي، نحن لا نسكن الامكنة بل هي التي تسكننا حتى لو رحلنا عنها لنبتر يد الالم، ندّعي احيانا  التكيُف مع الظروف ومع الغياب والفراق ونزور وجهات اخرى لعلها تمحو ذلك الاث،  فمرضى الزهايمر يفقدون احساسهم بالايام والوقت ولايتعرفون على اماكن كانت مألوفة لديهم ، من منا لايود انتزاع روحه من ذاكرة مؤلمة، من منا لايود فقدان ذاكرة الحزن والخيبة ليستبدلها بذاكرة نقية من شوائب الخسارات  ... مجبرين ان نحمل ذاكرة ككأس مملوء بالوجع ونواصل الحياة .  

دوّامة جهد مهدور

صورة
  ان كنت تنتمي للشخصيات الحساسة التي تتاثر بما يقـــال، ستنشـــغل كثيرا بمن يلقي عليك عبارات الوعظ والنقد ويغرقك بوابل من التعليقات السلبية التي ستسحبك الى الوراء خطوات، وتضيع لتسقط في دوامة اهدار وقت وطاقة كان الاحرى بك ان تسنفذها على قدراتك لتكون افضل من نفسك، فأصل التنافس مع النفس وليس الغير والرحلة الموفقة في الحياة هي اكتشاف الذات والمحاولة الدائمة لان تسير عمودياً الى داخل روحك. نتخيل دوما الصورة التي نريد ان نكون عليها ولا نعيشها نسعى لان نكون كما يرغبون. الحياة مَرة ولم نسمع بان احد ما استرد حياته او سنوات عمره... سباق محموم  مع الزمن لن يوقفه الا الموت، نهدره في تحقيق صورة يريد الاخرون ان نكون عليها نتخلى عن صورة نحلم بها لنعيش واقعاً يذبحنا بمقارنات موجعة  .

طائــــر انهـــكه تعـــب

صورة
لـــن يصـــل الانســــان الى نهايــــة المطــــاف ان شعـــر بحزن او عبّـــر عــن غضب، بل على العكــس تماماً، انه بذلك ينفــض غبـــار رواســـب علـــقت بروحـــه... يستــعد للتحلــيق كطائـــر أنهكه تعب فـــآثر ان يحط على غصنٍ ليستعيـــد نشاطـــه ويعاود التحليق الى افق بلا نهايــــة... فتـــلك المشاعر كوقود يملأ الروح لتستعيد عافيتهـــا... التعبيــــر عن المشـــاعر دليل قاطع على أنك مازلت مباليــــــاً ... مازال هناك حيـــاة تتدفق كشلال لا يتوقف... شحنـــات من الغضب ... اوقات من الحــــزن... نبض يتصـــاعد ويتبـــاطأ... خط بياني بين ارتفـــاع وانخفـــــاض ... قلبك ينبض ... حالتك النفسية مطمئنة ...  

الانســـان ... المعيـــار الحقيقي للاحداث

صورة
  مهما كانت التجربة التي نمر بها، ومهما قست الظروف، فسلــوكنا تجاهــها هو الاهم .... الانسان هو العنصر الاقــوى في الاحداث... الاحتفاظ بالهدوء ان عصفت الحياة .... التكييف مع اوضاع لاتناسبه.... كيف يكون عقلانياً... ولو كان ماحوله يقوده الى جنون مؤكد.... مدى صلابته او هشاشته.... درجة تفاؤله وتشاؤمه.... خياراته والقرارت التي يتخذها... فالكثيرون يمرون بنفس الظروف وتطحنهم رحى الحياة .... ولكن البقاء للاثبت .... الى من ينظر الى الامام ... الى من يتغاضى عن اقوال المحبطين.... الى من يغوص في اعماقه ويبحث عن نوره.... وان كانت الخطوات متواضعة، يكفيه فخرا انه مستمر.

صـــراع مع النفـــس

صورة
اشـــرس المعارك تــلك التي نخوض غمارهـــا مع انفسنـــا، نسعى جاهدين لكبح جماحهـا... نمنعهــا من التهور.... لتتحمل سخف الكلمات التي يطلقها الاخرون كاحجارٍ، لايُدركون مدى ثقلهــا على الروح ... لكي لا نتشبه بهم.... ولا نرد على ثرثراتهم ... نتغاضى عن اذاهم ... فجهادنا مع النفس ليس بهين ... كيف لنــا ان نرى من اغرقـنا باحكامه وجمله الرنانة وهو يعيش حروف هذه الجمل ويتغاضى عن اخطائه...  

الوقت ... نبـــــض الحيــــاة

صورة
  بعض اللحظــــــات كعمر، كبيرة بتفاصيلـــــها ... تُغيّـــــر مصير... تُشكّل حياة... كلمة صغيـــرة بحروفها، كبيرة بمعانيها، تقلب الاحداث راساً على عقب قرار تتتخذه عشوائياً  في لحظةٍ ما. القانون الانساني يتيح الخطأ لانه جزء من طبيعتنا البشرية ولكن التحلي بشيء من العناية، ربط لجام اللسان احياناً يقينا عمـــــر من الندم. نستهـــين باجــــزاء الوقت الصغيرة ولانــــدرك انــــها المتحكم الكبيــــر والمحرك لحياتنـــا. الانسحاب في الوقت المناسب من مكان، التخلي عن قرار، عن تفــــاهة بذلنا فيها زمن ولم تكن بالقيمة التي تستحق البذل. ننظر الى المرآة التي تفضح اســـــرارنا، نتعمق بالنظر الى انفسنا لنرى ما اللذي اهدرناه  ونحن نلحق ما لايستحق اللحاق به ليسقط منا اثمــن مايمكن ان نحيــــا به. نخسر بهجتنا الكبيرة لتلبية احتياجات لاقيمـــــة لها على المــــدى البعيــــد، فالوقت كنز ثمين يهدى الى الجميع بلا استثناء مجاني ولكنه مكلف لمن يُخطأ في الاختيار.

علامــــــــــات استفهـــــــــام

صورة
كــــل خطوة علامة استفهــــــام تتــــرقب اجــــابتك .   كما الظلام يــلف النــور وكما الشــــر يغـلب الخيـــراحيانا، وكما تلـبس الوجـوه الاقنعة، وكما الفشل يسبـق النجــاح، خـيبـاتـنا وانكســـاراتنا تسبــق انتصاراتنــا وافراحنا، فـالانسان يخرج   الى هذا العالم من رحم امهُ الذي كان يمـدهُ بكل مايحتــاج من غير حول منه ولا قوة وهو يصرخ لانه فقد مايحتويه، فقد دفئه، وهو يتوق الى احضان امه لانه يهرب دوماً من حقيقة وحدته التي تتطلب سعيه للبحث عن الاجابات. سيحبـــو ويسيــــر وسيواجه ويختبرالخوف وسيمرمروراً لاباس بـه بمواقف صعبة تتطلب هدوء وحكمة وسيسقط ليقاوم مايريد ومن يريد كسره فالحياة تؤكد لك مرات ومرات انك انت من سينجو من غرقٍ وانت من سينتشل ما تبعثر منه، لا جدران   تتكأ عليها سوى قوتك ورغبتك وفضولك في اكتشاف الاجابات فلاتجد لنفسك الاعذار لتقف، لكي لاتبقى عالقاً مع اعذارك في مكان ما ويتعداك الاخرون فبعض المواجهات قاسية ولكنها مجدية وبعض الصفعات مؤلمة ولكنها شافية.   اما الاجابات فيحصل عليها من يمتلك فضول المعرفة وقوة الهمة

تُــــخمة الــــــرَغَبــــات

صورة
نُفـــرط في رغبــــاتـنا حد التُخمـــــة... نَرغَــبُ في امتـــــلاك   الاشخـــــاص والاشيــــــاء ونثقـــل حقائبنا باحمال ترهق ارواحنا... نتعـــلق، وندمن... جهـــاز مناعتنـــا اضعف مما نتصور... تهاجمـــه امنيــــاتنا التي لا تنهي... وتفتــــك به فايروســـات الانـــانية والمقــــارنة مع الاخرين... لا نعــرف ما فقـــــدوا ولا نثـــمن ما نمـــلك... لنتــــزود بفيتـــامينات الرضـــا والقنـــاعة ولا نسمــح لذلــك الصخــب وتــلك البهـــرجة من أن  ينــــالا منا... نقضي علــى الضـــار ونفعّــل حميتنـــا التي هجرناها عن كســـل... وداعــــاً لما يزيــد عن حاجتنــا ومرحى لحيـــاةٍ بعيـــدة عن ترهـــلاتٍ  أرهقتنا  

مصيدة الاكتئاب

صورة
    ان كــــان الاكتئـــاب كبيراً فانت من يحتويه بلا شـــــك  يبــــدأ ذلــــك الشعـــور بالتسلل ليبقينا رهن الاعتقال نستسلم الى السكــون، نبقــى في اسرتنا بــلا نــوم، نطـــلق العنان لافكارنا السوداء، يبــدا الغيـــــاب فنغـيب عــــن الاشخاص والاحداث، نتكــــور في ذلك الصندوق الذي نأبى الخــــروج منه ونقتنــع بعـــدم جدوى الاستمرار، تتــــراجع الحماسة ويتبــــاطىء نبــض الحيــــاة ، نغــــلق الابواب والشبابيك لكي لا نرى بأعيننا ان الحياة لن تستجيب لسكــــوننا لان الحركة احدى مقوماتها. ندخـــــــل الى معتـــــرك ذلك الشعــــــور مرات ليســـــت بالقليــــــلة  ولكن لـــــــــو ادركنا بــــان الم عيشه اكبر من مسببــــــــاته لانتشلنــــــــا انفسنــــــــــــا واطلقنـــــــا سراحهــــــــا بــــــــاجراء تغييــــــــر يبقينـــــــــــا في دائرة الانشغـــــــــال لنــــــــدافع عن انفسنــــــــا من هجــــــــوم الافكـــــار التي تصاحب ذلك الشعور قبل ان يحتلنـــــــــا ويصبح جزء لا يتجــــــزأ من ذاتنــــــــا، الحيـــــــــاة خلطة ومزيج بين حلو ومر، ولاشــــــــــ...

غيبوبة

صورة
الوجع درجــــات واشـــدَهُ ما يهوي بنـــا الى اعمـــاق الحزن حتى نعجز عن النهـوض ... عندما اسمع بان عمق الحب يُهلك احياناً   اتذكرهما،  فللوهلة الاولى تعتقد بانهما رفيقان بيد انهما ابـن ووالدتـــه،  كنت اشهد حديثهمـــا وذكرياتٌ جمعتهما، فهي تزوجــت عندما كانت صغيرة في السن حتــى بدا ابنها الأكبر  كمــا لو كان رفيق رحلتـــها، فهو لا   يقـــــوى على فراقـــــها يوما.  كان يزورهــــا بعد ان ينتهي من عمله ليطمئن  عـــلى احوالـــها ويتبــــادل معــــها اطــراف الحديث ويرى ابتسامتها التي كانت بمثابــــة زاد يومه، وهـــي تــقر عينـــها برؤية وجهه، كان حب من نوع اخر، علاقـــــة مقدسة لن يصل الى حدودهــــا اي معنى للاهتمام متعــــارف عليه بين بني البشر . فهل يهــــون على الفراق ان ينعم الاحباء براحة اللقــــاء!!  بالطبع لا فـقســـــاوته تأبى ان تليـــن. اصيب بمــــرضٍ عضـــال واختطفه الموت فانهارت، فـــالـذي رحل لم يكن ابناً بارا لها فحسب   بل كـــان صديق ايام، انساها مر بعض الاوقات بحلـو بِــرهِ بها،  رحل من تشكـو اليه الهموم فغابــت عن العا...

تـــوَقُــــف

صورة
    كثيرا ما نرقد في اسرتنا، نهدأ ولكن أفكارنا  تتأهب وتنشط كما لو أنها احتست كمية مهولة من الكافيين،  تتراكم وتدق الاجراس لنستفيق ونتوسل الى الارق لكي يحررنا من سطوته،  ففي  ذلك  الوقت تستشيط حدة الأفكار غضباً من سكون الليل فمن يكمم أفواه الضجيج؟؟؟ ومن يُهدّأ حدة أحاديث العقول، وان استغرقنا في النوم  سيزور احلامنا مايُعكر صفو تلك البرهة فكيف لنا أن ننجز ماراثون النهار بأرواحٍ لم تذُق حلاوة الراحة في ليلها.  يغزونا  التراخي ويموت فينا الشغف موتةً قصيرةً ويسقطُ الفرح كأنه ورقة شجر حلّ عليها خريف وتخلت عن التعلق بالغصن، نستمر في الحياة بأرواح خاوية و تتكبل أجنحة الفضول لنتوقف عن الاكتشاف وملاحقة التفاصيل حتى نصل الى حافة الهاوية،  فاحيانا كثيرة نفقد رغبة المواصلة ونتوه ولا بد لنا من عودة بعد استراحة قصيرة لننطلق بعزم جديد وُلِد بعد ان مات فينا اصرار أنهكه  تعب.