زهـــــــايمر
اتمنى ان امتلك مفاتيح ذاكرتي واغلق ذلك الحيز المليء بالوجع....
ذكريات مكان ما كضوء بهتَ بريقهُ واحتضن لحظاتك
السعيدة، غادرتهُ الــى غير عودة ولكن تفاصيله مازالت غارقة في اعماقك وتابى الرحيل، تتمسك بك كطفل لا يفلت يده من يد امه خوفاً من الطريق وكرحم ضم جنين يريد الاحتفاظ
به ويأبى ان يجهضه. عندما تلتصق مع الذكريات تكونان كتوام سيامي لا ينفصل الواحد
عن الاخر.
عندما زرت بيت جدي بعد رحيل خالتي، زال الغبارمن
ذاكرتي وازداد حزني فتذكرت لحظات الطفولة
التي لن تعود وبقيت عالقة في ذلك المكان الذي يأبى تركي حتى في احلامي، نحن لا نسكن
الامكنة بل هي التي تسكننا حتى لو رحلنا عنها لنبتر يد الالم، ندّعي احيانا التكيُف مع الظروف ومع الغياب والفراق ونزور
وجهات اخرى لعلها تمحو ذلك الاث، فمرضى
الزهايمر يفقدون احساسهم بالايام والوقت ولايتعرفون على اماكن كانت مألوفة لديهم ،
من منا لايود انتزاع روحه من ذاكرة مؤلمة، من منا لايود فقدان ذاكرة الحزن
والخيبة ليستبدلها بذاكرة نقية من شوائب الخسارات ...
مجبرين ان نحمل ذاكرة ككأس مملوء بالوجع ونواصل الحياة .
تعليقات
إرسال تعليق