غيبوبة




الوجع درجــــات واشـــدَهُ ما يهوي بنـــا الى اعمـــاق الحزن حتى نعجز عن النهـوض ...

عندما اسمع بان عمق الحب يُهلك احياناً  اتذكرهما،  فللوهلة الاولى تعتقد بانهما رفيقان بيد انهما ابـن ووالدتـــه،  كنت اشهد حديثهمـــا وذكرياتٌ جمعتهما، فهي تزوجــت عندما كانت صغيرة في السن حتــى بدا ابنها الأكبر كمــا لو كان رفيق رحلتـــها، فهو لا  يقـــــوى على فراقـــــها يوما.  كان يزورهــــا بعد ان ينتهي من عمله ليطمئن عـــلى احوالـــها ويتبــــادل معــــها اطــراف الحديث ويرى ابتسامتها التي كانت بمثابــــة زاد يومه، وهـــي تــقر عينـــها برؤية وجهه، كان حب من نوع اخر، علاقـــــة مقدسة لن يصل الى حدودهــــا اي معنى للاهتمام متعــــارف عليه بين بني البشر .

فهل يهــــون على الفراق ان ينعم الاحباء براحة اللقــــاء!!  بالطبع لا فـقســـــاوته تأبى ان تليـــن. اصيب بمــــرضٍ عضـــال واختطفه الموت فانهارت، فـــالـذي رحل لم يكن ابناً بارا لها فحسب  بل كـــان صديق ايام، انساها مر بعض الاوقات بحلـو بِــرهِ بها،  رحل من تشكـو اليه الهموم فغابــت عن العالم بروحها والجسد مازال حيــاً ماعـدت اسمع صوتها فاستسلمت الى المــوت استسلاما تعجبت له، فكان الفارق بين رحيلهما اشهر قليلة و سقطت كما لو كانت على قمــــة جبــــل فهوت الى اعمــق وادي،  تظاهرت كثيرا بانها تتنــــاول ادويتها  ولكنها كانت تقذف بها في غفلة مـــــن الجميع كطفـــل يابى الوجود وتصرخ روحه بكاءً خفي يخجــــل ان يصـــل الى المسامع.  لم تكن تأبه بالتشــافي وكان رحيلها تعبيراً عن حب عاشق أضنــــاه بــــــعد الحبيب، اصبح قلبهـــــــا خراباً وادركت حينها معنى "ومن الحب ماقتل"  فللحب مذاهب والوان و ما اشقى الام ان رحل الولد .

كما لو كنت في غيبوبة ...  جسدك حي يرزق والروح أنهكتها إصابات الفراق .

 

 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

احدهم لم يعد كما كان

لا تبخل على نفسك ....