احدهم لم يعد كما كان

 


نفقد التواصل مع أرواحنا احياناً ونستغربها، شيء ما تغير، فالأحداث تمر وتنتهي ولكن ما تتركه فينا كساحة حرب تعم فيها فوضى بلا حدود ندرك ما وصل اليه الحال فنفضل ان نبقى في مكان اخر بعقولنا نتمسك باثر زمن كانت فيه احلامنا كبيرة يرحل احدهم فلا نستطيع ان نستعيد  اجزاءنا  التي رحلت معه، لا نستسلم بسهولة لذلك الفقد والفراغ الكبير نحاول جاهدين الاستمرار ونبقى في دائرة مفرغة نعجز عن الخروج من حدودها، نحترق وننطفأ مراراً وتكراراً ونشعر احياناً كما لو اننا سقطنا من مرتفع وتصاحبنا كل المخاوف التي تصيبنا في لحظة السقوط.

ولكن مع سوء ما نشعر به سنكون الاكثر عمقاً مقارنة مع من لم يعيشوا تلك الخسارات مع من لم تصبهم لعنات الحياة لأننا مع الصعوبات نبحث بهمةٍ عن طريق للخروج من ظلام يسكن النفس الى نور لا يراه الغير فأصعب الاختبارات تكون من نصيب الأقوياء الذين لا يستعرضون ولا يتباهون، المغلفون بالبساطة والصمت الواثق من امكانية العبور الى شاطئ السكينة وتقبل الحياة مهما كدرت صفوها من احداث.

مي طارق


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لا تبخل على نفسك ....