هُويِة




كما نتوارث الجينات وما يتبعها من صفات وأمراض كذلك المشاعر والسلوك، بلا وعي منا قد نتبع سلوك من سبقونا بطريقة او بأخرى لأننا ننتمي للجذور مهما ابتعدنا ونمت أغصاننا وتفرعت، نأتي الى هذا العالم ككتلة صغيرة يسكنها فراغ كبيرة يملأه المحيطين بنا، نتأثر بهم ونبدأ شيئاً فشيئاً بالانتقال والتحول من نسخة إلى أخرى، نتفاعل مع الأحداث ونختزن المواقف ونعيد لعب أدوار لعبها الآخرين مسبقاً ولأننا نجيد فن الاستسلام ونتغاضى عن حاجتنا الملحة لابتكار وخلق ذات مستقلة نتوافق معها  سنكون كمرآة تعكس معتقدات ومفاهيم من مروا في حياتنا لأننا نخشى أن ندفع ضريبة التغيير فنلتصق في أنماط معروفة مسبقاً لكي لا نشعر بالحيرة والارتباك .


في لحظة ما ستتخذ القرار في أن تفصل نفسك وترسم الحدود بين ما يعتقده الآخرين وبين ما تشعر بالسعادة في عيشه. اعادة خلق نفسك ومحاولة العثور على علاقة بينك وبين ما يجعلك حي بالفعل هو الواجب الأسمى والتجربة الاكثر اثارة لانك حينها تكتشف نقاط قوتك وضعفك و ترى قدرتك في التعامل مع هذا الضعف وتستوعب كم اجتهدت لتخرج من بعض الأزمات وتعيد ترتيب الفوضى بداخلك لتصنع بخطى مباركة وان كانت تبدو لك بطيئة هويتك ولتكتب سطور حكايتك.


مي طارق



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

احدهم لم يعد كما كان

لا تبخل على نفسك ....