فاصلة منقوطة




لو كان هناك منطقة بين الحياة والموت لتوجه الكثيرون اليها كاستراحة بعد تعب املاً بعدم الشعور بيأس، او ضعف، او معاناة، او لإبطاء خطوات متسارعة نحو اتخاذ قرار نهائي بعدم العودة.

في هذا العالم هناك من يسعى لمكافحة افكاراً سوداء تجول في خاطره، وفي دوامة هذه الافكار ينحدر منحنى الامل في نفسه الى اوطأ نقطة ويشعر بعجز كبير وتمر فوقه سحابة يأس فيشعر انه وصل الى نهاية المطاف وتسقط احلامه من على منحدر عال، هل سينهي هذه الرحلة ويكتب النقطة بعد اخر حرف في قصته؟ ام سيصله ضوءٌ قادم من بعيد فيمنح نفسه فرصة اخرى لعله يفك شفرة السر الكبير الذي يفسر اهمية رد الفعل تجاه ما يشعر به وكيف يمكن ان يغير الاحداث، وكيف له ان يعود بعد هذا التوقف عن الشعور بالحياة لربما هي مجرد فاصلة منقوطة تمنحه زمناً للتفكير والتأمل وترتيب فوضى ارهقته وتربط بين احباط اوقعه في هذا الفخ ونوراً يسطع لينتشله من هذا الظلام. 

هل سيترك رسالة ليشرح اسباب التخلي عن الحياة؟ او ينتقي الذهاب فجأة؟   نتمنى دوماً لو كنا في ذلك المكان والزمان المحدد الذي قرر فيه اغلاق كتاب حياته لنكون الرفقة والدعم لننصت الى افكاره التي تصرخ لننتبه اليها ولننقذ روحاً لم يشعر بمقدار المها أحد ولم تدرك ان وجودها مهم لأنها جزء من طاقة الكون الفسيح الذي تضيق فيه العديد من الارواح.  

مي طارق

تعليقات

  1. روعه روعه من اجمل ما قرات للكاتبه الشابه المبدعه مي طارق و كل امنياتي لها بالتوفيق

    ردحذف
  2. كلام معبر عزيزتي ..

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

احدهم لم يعد كما كان

لا تبخل على نفسك ....