المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, 2020

منـــــاعة نفسية

صورة
ننشغــــــل كثيراً في رفــــع مناعتنا الجســــدية لنتحصن من الأمراض ونتغاضى عن تحسين المناعة النفسيـــــة التي ان انخفضت ستهلك ارواحنـــا وتغرق في حزن بلا نهايـــة الظروف والاحداث تسحق الامل بلا رحمة، ونحن نفتقد الى المرونة والتكيّف،  نمر بازمة فنستسلم لمأساوية الحدث، يتغير الروتين احياناً لتشير لنا الحياة بأن هناك طريق اخر لتسلكه  ولتبتكر اسلوب جديد، فكل الاختراعات ابتكرت لحاجة او لنقص ما حاول المبتكر ملئه لنمر بما هو غير مألوف، فراحة الاعتياد على الاشياء متعبة. هنيئاً لمن ينفض غبار الالم وينهض لينتصر على ظرف لا يطيق الآخرون  ثقله، فالمعارك الكبيرة لا يخرج منها سالما الا من يجيد التشبث، فالحياة اختيار بين تقوقع في يأس بلا نهاية او صمود تتسلح به لتستحق العيش .   

صُدَف

صورة
مهمــــا ادعينا التخطيط المسبق ومحاولة الاستعداد لاستقبال الاحداث، تبقى الصُدَف ومفاجآت الحياة هي الراعي الاهم والمحرك الاقوى، فلن تدري بأي زمان وعلى اي ارض ستهوى وتنهار احلامك التي بنيتها بصبر، لن تجدي نفعا ارادتك ولن يكون كل شيء كما تتمنى نفسك. قد تهب رياح لم تعد لها عدة يصادفك اهتمام لم تحسب له حساب لتزهر روحك من جديد او يصفعك خذلان استنزفت لأجله  سنوات عمرك ليحرق ماتبقى منها واهدرت طاقة روحك لشعور لن يساوي الا صفراً مقابل اولوياتهم وتسقط في بحر من الالم في انتظار سعادة تنتشلك...

زهـــــــايمر

صورة
  اتمنى ان امتلك مفاتيح ذاكرتي واغلق ذلك الحيز المليء بالوجع....   ذكريات مكان ما كضوء بهتَ بريقهُ واحتضن لحظاتك السعيدة، غادرتهُ الــى غير عودة ولكن تفاصيله مازالت غارقة في اعماقك وتابى الرحيل، تتمسك بك كطفل لا يفلت يده من يد امه خوفاً من الطريق وكرحم ضم جنين يريد الاحتفاظ به ويأبى ان يجهضه. عندما تلتصق مع الذكريات تكونان كتوام سيامي لا ينفصل الواحد عن الاخر. عندما زرت بيت جدي بعد رحيل خالتي، زال الغبارمن ذاكرتي  وازداد حزني فتذكرت لحظات الطفولة التي لن تعود وبقيت عالقة في ذلك المكان الذي يأبى تركي حتى في احلامي، نحن لا نسكن الامكنة بل هي التي تسكننا حتى لو رحلنا عنها لنبتر يد الالم، ندّعي احيانا  التكيُف مع الظروف ومع الغياب والفراق ونزور وجهات اخرى لعلها تمحو ذلك الاث،  فمرضى الزهايمر يفقدون احساسهم بالايام والوقت ولايتعرفون على اماكن كانت مألوفة لديهم ، من منا لايود انتزاع روحه من ذاكرة مؤلمة، من منا لايود فقدان ذاكرة الحزن والخيبة ليستبدلها بذاكرة نقية من شوائب الخسارات  ... مجبرين ان نحمل ذاكرة ككأس مملوء بالوجع ونواصل الحياة .  

دوّامة جهد مهدور

صورة
  ان كنت تنتمي للشخصيات الحساسة التي تتاثر بما يقـــال، ستنشـــغل كثيرا بمن يلقي عليك عبارات الوعظ والنقد ويغرقك بوابل من التعليقات السلبية التي ستسحبك الى الوراء خطوات، وتضيع لتسقط في دوامة اهدار وقت وطاقة كان الاحرى بك ان تسنفذها على قدراتك لتكون افضل من نفسك، فأصل التنافس مع النفس وليس الغير والرحلة الموفقة في الحياة هي اكتشاف الذات والمحاولة الدائمة لان تسير عمودياً الى داخل روحك. نتخيل دوما الصورة التي نريد ان نكون عليها ولا نعيشها نسعى لان نكون كما يرغبون. الحياة مَرة ولم نسمع بان احد ما استرد حياته او سنوات عمره... سباق محموم  مع الزمن لن يوقفه الا الموت، نهدره في تحقيق صورة يريد الاخرون ان نكون عليها نتخلى عن صورة نحلم بها لنعيش واقعاً يذبحنا بمقارنات موجعة  .

طائــــر انهـــكه تعـــب

صورة
لـــن يصـــل الانســــان الى نهايــــة المطــــاف ان شعـــر بحزن او عبّـــر عــن غضب، بل على العكــس تماماً، انه بذلك ينفــض غبـــار رواســـب علـــقت بروحـــه... يستــعد للتحلــيق كطائـــر أنهكه تعب فـــآثر ان يحط على غصنٍ ليستعيـــد نشاطـــه ويعاود التحليق الى افق بلا نهايــــة... فتـــلك المشاعر كوقود يملأ الروح لتستعيد عافيتهـــا... التعبيــــر عن المشـــاعر دليل قاطع على أنك مازلت مباليــــــاً ... مازال هناك حيـــاة تتدفق كشلال لا يتوقف... شحنـــات من الغضب ... اوقات من الحــــزن... نبض يتصـــاعد ويتبـــاطأ... خط بياني بين ارتفـــاع وانخفـــــاض ... قلبك ينبض ... حالتك النفسية مطمئنة ...  

الانســـان ... المعيـــار الحقيقي للاحداث

صورة
  مهما كانت التجربة التي نمر بها، ومهما قست الظروف، فسلــوكنا تجاهــها هو الاهم .... الانسان هو العنصر الاقــوى في الاحداث... الاحتفاظ بالهدوء ان عصفت الحياة .... التكييف مع اوضاع لاتناسبه.... كيف يكون عقلانياً... ولو كان ماحوله يقوده الى جنون مؤكد.... مدى صلابته او هشاشته.... درجة تفاؤله وتشاؤمه.... خياراته والقرارت التي يتخذها... فالكثيرون يمرون بنفس الظروف وتطحنهم رحى الحياة .... ولكن البقاء للاثبت .... الى من ينظر الى الامام ... الى من يتغاضى عن اقوال المحبطين.... الى من يغوص في اعماقه ويبحث عن نوره.... وان كانت الخطوات متواضعة، يكفيه فخرا انه مستمر.

صـــراع مع النفـــس

صورة
اشـــرس المعارك تــلك التي نخوض غمارهـــا مع انفسنـــا، نسعى جاهدين لكبح جماحهـا... نمنعهــا من التهور.... لتتحمل سخف الكلمات التي يطلقها الاخرون كاحجارٍ، لايُدركون مدى ثقلهــا على الروح ... لكي لا نتشبه بهم.... ولا نرد على ثرثراتهم ... نتغاضى عن اذاهم ... فجهادنا مع النفس ليس بهين ... كيف لنــا ان نرى من اغرقـنا باحكامه وجمله الرنانة وهو يعيش حروف هذه الجمل ويتغاضى عن اخطائه...  

الوقت ... نبـــــض الحيــــاة

صورة
  بعض اللحظــــــات كعمر، كبيرة بتفاصيلـــــها ... تُغيّـــــر مصير... تُشكّل حياة... كلمة صغيـــرة بحروفها، كبيرة بمعانيها، تقلب الاحداث راساً على عقب قرار تتتخذه عشوائياً  في لحظةٍ ما. القانون الانساني يتيح الخطأ لانه جزء من طبيعتنا البشرية ولكن التحلي بشيء من العناية، ربط لجام اللسان احياناً يقينا عمـــــر من الندم. نستهـــين باجــــزاء الوقت الصغيرة ولانــــدرك انــــها المتحكم الكبيــــر والمحرك لحياتنـــا. الانسحاب في الوقت المناسب من مكان، التخلي عن قرار، عن تفــــاهة بذلنا فيها زمن ولم تكن بالقيمة التي تستحق البذل. ننظر الى المرآة التي تفضح اســـــرارنا، نتعمق بالنظر الى انفسنا لنرى ما اللذي اهدرناه  ونحن نلحق ما لايستحق اللحاق به ليسقط منا اثمــن مايمكن ان نحيــــا به. نخسر بهجتنا الكبيرة لتلبية احتياجات لاقيمـــــة لها على المــــدى البعيــــد، فالوقت كنز ثمين يهدى الى الجميع بلا استثناء مجاني ولكنه مكلف لمن يُخطأ في الاختيار.

علامــــــــــات استفهـــــــــام

صورة
كــــل خطوة علامة استفهــــــام تتــــرقب اجــــابتك .   كما الظلام يــلف النــور وكما الشــــر يغـلب الخيـــراحيانا، وكما تلـبس الوجـوه الاقنعة، وكما الفشل يسبـق النجــاح، خـيبـاتـنا وانكســـاراتنا تسبــق انتصاراتنــا وافراحنا، فـالانسان يخرج   الى هذا العالم من رحم امهُ الذي كان يمـدهُ بكل مايحتــاج من غير حول منه ولا قوة وهو يصرخ لانه فقد مايحتويه، فقد دفئه، وهو يتوق الى احضان امه لانه يهرب دوماً من حقيقة وحدته التي تتطلب سعيه للبحث عن الاجابات. سيحبـــو ويسيــــر وسيواجه ويختبرالخوف وسيمرمروراً لاباس بـه بمواقف صعبة تتطلب هدوء وحكمة وسيسقط ليقاوم مايريد ومن يريد كسره فالحياة تؤكد لك مرات ومرات انك انت من سينجو من غرقٍ وانت من سينتشل ما تبعثر منه، لا جدران   تتكأ عليها سوى قوتك ورغبتك وفضولك في اكتشاف الاجابات فلاتجد لنفسك الاعذار لتقف، لكي لاتبقى عالقاً مع اعذارك في مكان ما ويتعداك الاخرون فبعض المواجهات قاسية ولكنها مجدية وبعض الصفعات مؤلمة ولكنها شافية.   اما الاجابات فيحصل عليها من يمتلك فضول المعرفة وقوة الهمة