لافندر
لا ينجو من دوامة القلق الا فئة بسيطة من البشر وقد تكون هذه المجموعة في طريقها الى الانقراض، مخاوفنا من احداث لم تطأ اقدامها ارض الواقع اصبحت معركة يومية لاتنتهي نحاول ان ننجو منها لفترة ثم نعاود الوقوع في نفس الدائرة. فأول الغيث هو تقبل عجزنا في التحكم بكل شيء لان السيطرة على الاشياء والاشخاص والمواقف هي ضرب من خيال وهل نستطيع محو احداث كُتِبت في اقدارنا قبل ان نولد؟ لذا فمن الحكمة اطلاق سراح مخاوفنا والاكتفاء باصلاح الحاضر والتشافي من الماضي بعد ادراك الخلل ومن الافضل ان نتخلى عن الايجابية السامة التي تُبقى مشاعرنا رهينة في الداخل وكأن شيئاً لم يحدث وشجاعتنا تكمن في تعريض انفسنا لما يُشعرنا بالقلق ليفقد قوته ويذبُل. يتعافى المرء مما يرهقه ومن اعظم مشكلاته بحلول بسيطة تُسعفه وتنجيه من الوقوع ضحيةً للقلق فتعزيز جانبنا الروحي هو دواء شافٍ وسريع المفعول لايستغرق الا زمناً بسيطاً لينقلنا من حالة الى حالة اخرى يُلغي الجدران من حولنا ويُخرجُنا الى عالم فسيح وكأننا محاطون بحقول اللافندر بلونها الاخاذ وعطرها الطارد للقلق يتراقص على ادراكنا لنعِ اللحظة ونُمسِك بها...