ذاكرة المكان
يشغلنا التوافق مع البشر، وبالرغم من اهمية هذا الموضوع لأننا محاطون بهم نتفاعل معهم نختلف ونتفق وفقاً لآرائهم ومعتقداتهم ، الا اننا نغفل عن ارتباطنا بالأمكنة التي نزورها او نقيم فيها فالإنسان يجد جزءا من صفاته في مكان ما ويشعر بعلاقة عميقة معه، قد نزوره مرة، ولكننا نشعر تجاهه بالألفة وكأن لنا تاريخ طويل وممتد. لربما تحمل هذه الاماكن قصصاً وحكايات نشعر بتأثيرها فالأماكن انعكاس لأرواح عاشت في ارجائها وقد تكون هذه الارواح جزءاً من قصتنا صادفناها يوماً او عاشت معنا حيناً من الزمان فنبضت تلك الاماكن بنبضهم ولامست ما بداخلنا فشعرنا بانتماء يسحبنا بخيوط رقيقة لنعود اليها ولا ندرك الأسباب، ننفض غبار الزمن ونراها بصورة مبهجة تحيا بأناس كانوا هنا فللأماكن ذاكرة لا تنسى ولكنها تفسح المجال لمرور احداث جديدة تطبع خطواتها على ربوع حيزها الاماكن تروي قصص من مروا وتنقل ما شعروا، فرح تقاسموه مع احدهم او حزن حملوه ليرموا اثقاله هنا، للاماكن ضحكات وآهات. مي طارق