عشتـــــــار

  تكون اللحظة رائعة ، مُكتفي بنفسك ومستمع بهدوءك حتى يأتي من يعكر مزاجك ويجرك الى منطقة خطرة ليُفسد راحتك فتكتأب ويستعيد حُزنك انفاسه التي ضاقت عليه عندما لمح ابتسامةً تعلو وجهك،   فيبتلعك ثقب اسود لا تستطيع العودة منه سالماً معافىً وتغرق في ثرثرتهم وتنشغل بارائهم وتنسى انك اكثر من يفهم نفسك   فقناعتك شيء يجهلوه ورضاك نقطة لايحتلمون الوصول الى حدودها وصبرك ثقل جاثم على صدروهم . ولكن لو استعدت تلك اللحظة مرة اخرى تحصّن بقوتك   واستذكر   انتصاراتك ولو كانت صغيرة   وان أَحكموا الف حصار من انطباعاتهم واحكامهم وتعليقاتهم، اخترقه بلجوءك الى سلام نفسك وصافحه، انثر عليها من رصيد رحمتك ان اشبعتها الحياة خيبات اغدق عليها املا، ً وان صادفت من السيئين كثر كُن انت صاحبها الذي لايضمر لها الاذى،   انشر نورا في ظُلمَتها   واحتضن اشراقة نهار طال انتظاره فاقوى المحاربين في تلك الحياة من يمتلك قوة نفسية تؤهله ليسكن في احضان الطمأنينة ويصنع عالمه   ويقدس   طقوسه   اليومية فالروح التي مازلت تندهش عندما ترى جمالا ويدفعها شغف للمواصلة في عالم محبط تست...

عندما تصفعنا الحياة بأحداثٍ غير متوقعة ونستغرب من غَلَبة القسوة على الرحمة نُحلق بخيالنا الى عالمٍ اخر ونتمنى ان يكون حقيقي وملموس حيث الأحبة لا يفترقون ولا تخبو في احضانِهِ جذوة العشق واللحظات الجميلة لا تنتهي وتنثر احلامنا القابعة تحت الوسائد عبير عطرها ونتحرر من ماضٍ يجرنا نحوه بلا شفقة وننجو من خوفٍ من مستقبلٍ يفتك بجمال اللحظة التي نعيشها، عالم يدفع به المجرم ثمن جرائمه وينتصر المظلوم على الظالم ولا ينجو من تسبب بأذى واحرق روح بكفارة يدفعها بدلاً لذلك الأذى. فكل يوم تشرق شمس لتشهد على ارواحٍ غارقةٍ في ظلامِ يأسها أملاً في ان تهبَهم شيئاً من نورها وتعاود الطيور تغريدها بلا كللٍ او ملل لتُحيي وروداً اذبلتها وعود كاذبة سخرت من احلامٍ بسيطة، يمتلئ النهار ضجيجاً وتعج الشوارع بالحركة ومن ثم يخفي ستار الليل سحر الضياء ليغلق ابوابه على الواقع وتستيقظ الأحلام من جديد، نتطلع الى العيش في عالمٍ خيوطه من حرير رقيق لا تمزقه فظاظة الواقع .

  خُلِقنا مختلفين، فردود أفعالنا لا تتشــــابَه ودرجة حساسيتنا من تصرفات الاخرين واقوالهم تتباين، قد تقع في مأزق فيحاول البعض دفنك والقضاء عليك بكل ما اوتي من عزم بينما سيكتفي اخر بمشاهدتك، ولكن هناك من سيمد يديه لينتشلك. ستزهر نفسك وسيسعون كي لا يرويها ماء ولا تسعفها نجدة. كل انسان يرى الاخر من زاوية تفكيره، فاتجاهاتنا وآرائنا ومبادئنا مختلفة، لن يراك الاخر متفرد، ولكن قد يراك غير سوي لمجرد إنك مختلف، فلوحة الحياة الكبيرة لا تكتمل بي وبك، بل للأخرين نصيب من الظهور فيها، ان كان هناك متغطرس سيقابله متواضع وان ظهر في تلك اللوحة اناني فهناك من يبذل نفسه في سبيل الاخر.    هناك من يؤمن بان الحرية أغلى ما يملك في زمنٍ فيه الكثيرون متمسكون بعبوديتهم ضعفاً او حباً او هلاكاً في سبيل ما يؤمنون. ان كنت تراني سيء او مليء بالعيوب فإنني ارى نفسي بتلك المرآة بغاية الوضوح، فانا جيد بالقدر الذي يرضيني، أؤمن بما لا تؤمن به، واضحة كوضوح الشمس # أؤمن بنفسي# لتنتشر كالنار في الهشيم، أرضى بها كيفما تكون، مغرمة بضعفها ولا اتبرأ من انكساراتها. وهل للقلب ان يتبرأ من نبضاته وهل تتخلى روح عمن تحب ه...

    ندّعي فهم الاخر ولكنه في الحقيقة ليس بالامر اليسير وان اعتلى بعضنا مرتبة فكرية لايُستهان بها ، فحياة كل منا عميقة بعمق المحيطات وان بدا علينا الوضوح ، ولكن بداخلنا تفاصيل مُشَفّرة غير متاحة للجميع على سبيل المثال لا الحصر ، اشد لحظاتنا حرجاً او اكثر جروحنا ايلاماً ، والمواقف التي غيّرت فينا الكثير، وامور اجبرتنا الحياة عليها ، وضعفنا .  لايمكن لاي منا الا ان يسيء فهم غيره لاننا لم نمر بنفس الاختبارات ولم نسلك الطرق ذاتها كل منا جاء من عالم مشاعر سُجن بها منذ طفولته لغة اتقنها بمرور الايام ، ان رأيت شخص آثر النجاح والمال فلابد ان تدرك ان قوته تنبع من هذه المنطقة وان المشاعر ضعف لايُغتفر بالنسبة له ، وان صادفت  اخر يسعى للفوز بحب مستحيل على الرغم من ان طرقه مغلقة لاتؤدي الى ذلك المكان لاتتهمه بالضعف لربما كان هذا الحب علاجاً لاوجاعه ، وان قابلت من لايبالي بشيء لاتطلق سهام احكامك عليه وتصفه بالبرود فذلك لربما ابرحته الحياة ضرباً فلم تعد تسمع صوتاً لروحه مشاعرنا وطباعنا التي تغلف هذه المشاعر مختبئة في "الصندوق الاسود".  

  سنكون بخير وكل شيء سيمر نهمس بتلك العبارات ولكننا ندرك بأن بعض المواقف لايزول اثرها ، تبقى في المكان نفسه وتتجمد خطواتك وما ان تتذكّر ستعود الى ليلة مظلمة كان زمنها كألف سنة او صباح موجع نهضت مع ساعاته الاولى بصدمة رحيل احدهم وانت متأكد بانه لن يعود ، بعض المشاعر ترفض مغادرتنا وتستقر في اعمق نقطة في ارواحنا تختبئ ونتناسى وجودها ولكن طاقتها هي من يسيّر حياتنا.     يكررون جملة لا تلتفت الى الماضي وكانك بلا تاريخ الا يدركون ان اعمارنا فيها الكثير من الماضي ولحظة من الحاضر ومستقبل مجهول مقداره يقولون لنبدأ من جديد ولكن اتساؤل كيف يعاد بناء الارواح وهل تسامح من افنى ضحكاتك؟؟؟ فالذاكرة تحتضن اشد لحظاتنا ايلاماً وتأبى ان تتخلى عن هذا العناق . مي طارق حمد