المشاركات

صورة
  اكليل الشمس تستغرق وقتاً ليس بالقصير في فك رموزهم هؤلاء اللذين يسعون الى اظهار واجهتهم المعاكسة لطفهم استثنائي واستقامتهم غير مسبوقة يخفون ظلامهم وراء هالة مضيئة عندما تنظر اليهم ترى مبالغة مُقلِقة تشتت انتباهك لتضيع في زحمة الحيرة والاستغراب . بينما يتسع نورهم امام الانظار يكبر الظلام في دواخلهم وترتبك متسائلاً : هل من الضروري ان يصنعوا صوراً براقة ام من المهم ان يكونوا تماماً كأنفسهم بعيداً عن التضليل . لابد ان نطوّرمستوى الجودة في نُسَخِنا ولكن بشرط ان يكون النور المحاط بنا مضاءاً من الداخل ، ان نلتقي في كل لحظة بنفسنا الحقيقية ونظهر باطارها ولاضير من اضافة بعض التحسينات بلا اي زيف غير مُبَرر.

صورة ثلاثية الابعاد

صورة
  كثيرا ما يتردد الى مسامعنا مقولة "يخلق من الشبه اربعين" ان تشابهت الملامح هل تتشابه الارواح، في كثير من الاحيان نقيٌم الاشخاص وفقاً لملامحهم ونعتبرها هوية مرور ندخل بها الى عالم اي شخص نصادفه ولأننا نولي اهمية كبيرة لما هو مادي وملموس يغيب عن عقولنا ان الجسد مجرد رداء يزين الروح التي تسري فيه لتضفي على كل انسان طابع خاص فالأرواح عالم عميق لابد من التبحر فيه لنصل الى ابعاده الحقيقية. هيئة الانسان وملامحه تمثل جزءا من هويته لكن التعريف الكامل بالإنسان يبقى ناقصاً حتى يترجمه التأثير الذي يضيفه الى المكان ويبقى البعد الاهم والذي يشرح الصورة كاملة  الا وهو افكار الانسان ووعيه ومدى عمقه فلكل منا رقم سري او شفرة من خلالها يمكن للأخرين رؤية صورنا بأبعادها الثلاثة فالجسد لا يحيا بلا روح والحياة لا يمكن ان تدار وتكتمل اركانها بلا وعي.

لافندر

صورة
  لا ينجو من دوامة القلق الا فئة بسيطة من البشر وقد تكون هذه المجموعة في طريقها الى الانقراض، مخاوفنا من احداث لم تطأ اقدامها ارض الواقع   اصبحت معركة يومية لاتنتهي نحاول ان ننجو منها لفترة ثم نعاود الوقوع في نفس الدائرة.   فأول الغيث هو تقبل عجزنا في التحكم بكل شيء لان السيطرة على الاشياء والاشخاص والمواقف هي ضرب من خيال وهل نستطيع محو احداث كُتِبت في اقدارنا قبل ان نولد؟ لذا فمن الحكمة اطلاق سراح مخاوفنا والاكتفاء باصلاح الحاضر والتشافي من الماضي بعد ادراك الخلل ومن الافضل ان نتخلى عن الايجابية السامة التي تُبقى مشاعرنا رهينة في الداخل وكأن شيئاً لم يحدث وشجاعتنا تكمن في تعريض انفسنا لما يُشعرنا بالقلق ليفقد قوته ويذبُل.   يتعافى المرء مما يرهقه ومن اعظم مشكلاته بحلول بسيطة تُسعفه وتنجيه من الوقوع ضحيةً للقلق فتعزيز جانبنا الروحي هو دواء شافٍ وسريع المفعول لايستغرق الا زمناً بسيطاً لينقلنا من حالة الى حالة اخرى يُلغي الجدران من حولنا ويُخرجُنا الى عالم فسيح وكأننا محاطون بحقول اللافندر بلونها الاخاذ وعطرها الطارد للقلق يتراقص على ادراكنا لنعِ اللحظة ونُمسِك بها...

طائر العنقاء

صورة
اتفقت الاساطير على ان طائر العنقاء مخلد يموت ليعود الى الحياة مرة أخرى ، ينهض من رماده ويحيا من جديد، يمر البشر باختبارات عديدة في الحياة يستسلمون ويشعرون بانها النهاية عندما تستذكر اول صدمة في حياتك ووقوعك الاشد ومقاومتك لكل ما مر من خلال هذه الصدمة كيف ضاعت نفسك وحاولت مجددا النهوض للبحث عنها، كيف افلتت يدك خيوط التحكم في حياتك وبدأت مجددا بإعادة نسجها مراراً وتكراراً. اشلاءك التي انتشلتها من ذلك السقوط سعياً منك في العودة الى صورتك القديمة فتفشل وتستغرب أحاديثك وروحك التي اختفت من تفاصيلها اشياء وحفرت فيها الاحداث ملامح جديدة . وفي غفلة من الزمن تزورك الاحلام وتعود ادراجك لتستقبل الانسان الذي اصبحت عليه بعد ان احترق، هل عاد من جديد وهل بدأت عقارب الساعة بالدوران بعد ان توقفت لزمن ليس بالقصير، لو أدرك البشر مدى قوتهم الداخلية وصلابة ارواحهم التي تقاوم الانكسارات لما عاشوا احزان كثيرة ولما تعلقوا بمن لا يليق بهم، لا ضير من الاحتراق مرات ومرات فالأرواح لا تموت الا من استسلام بعد ان تقرر ان تبقى رماداً لن يُبعث فيه حياة. مي طارق

ذاكرة المكان

صورة
  يشغلنا التوافق مع البشر، وبالرغم من اهمية هذا الموضوع لأننا محاطون بهم نتفاعل   معهم نختلف ونتفق وفقاً لآرائهم ومعتقداتهم ، الا اننا نغفل عن ارتباطنا بالأمكنة التي نزورها او نقيم فيها فالإنسان يجد جزءا من صفاته في مكان ما ويشعر   بعلاقة عميقة معه، قد نزوره مرة، ولكننا نشعر تجاهه بالألفة وكأن لنا تاريخ طويل وممتد. لربما تحمل هذه الاماكن قصصاً وحكايات نشعر بتأثيرها فالأماكن انعكاس لأرواح عاشت في ارجائها وقد تكون هذه الارواح جزءاً من قصتنا صادفناها يوماً او عاشت معنا حيناً من الزمان فنبضت تلك الاماكن بنبضهم ولامست ما بداخلنا فشعرنا بانتماء يسحبنا بخيوط رقيقة لنعود اليها ولا ندرك الأسباب، ننفض غبار الزمن ونراها بصورة مبهجة تحيا بأناس كانوا هنا فللأماكن ذاكرة لا تنسى ولكنها تفسح المجال لمرور احداث جديدة تطبع خطواتها على ربوع حيزها الاماكن تروي قصص من مروا وتنقل ما شعروا، فرح تقاسموه مع احدهم او حزن حملوه ليرموا اثقاله هنا، للاماكن ضحكات وآهات. مي طارق

كرسي الاعتراف

صورة
     اذا كنت تريد خوض تجربة غير تقليدية ووضع مرآة كبيرة مواجهة لنفسك وتسليط ضوء شديد السطوع على ما في داخلك لتكون اكثر شفافية ولتتحد مع ذاتك وتكون  على اتم الاستعداد للإجابة على اسئلة توجهها لنفسك فلتتفضل الى كرسي الاعتراف   هل تمتلك جوانب بشعة او مظلمة لا تود ان يراها الاخرين ؟ ان كنت صادقاً وقلت نعم واضفت ولكنني لم اُخلق لأكون كاملاً وطالما انني في طريق السعي لأكون افضل من نفسي سابقاً واراعي ان لا اكسر خواطر الاخرين ولا اكون عقبة في طريق الاخرين الى ما يرغبون فالظلام فينا جزءا من طبيعتنا ، محاق القمر لا يلغي نوره وانما هو طورٌ من اطواره . هل تقر وتعترف أنك شخص تغضب حينما تسير الامور على عكس ما ترغب ؟ ان كان جوابك نعم فلابد ان تتأكد ان الجميع لديه بنسب كبيرة او صغيرة من هذه الخصلة لأننا لا نتقبل من يختلف عنا وكلنا يملك القصور في شيءٍ ما وان تربيت على ان تتسلط ولا تُحاسب لا يعني انه السلوك الصحيح ولنستبدله بالإصلاح ولنتيقن باننا ان كنا شمس متوهجة لا يعني بان الاخر مجرد كوكب مظلم غير مؤهل لان يزوره النور  يوماً ما، فالقلوب تحيا عندما تشعر بالآخ...

موت القناعة

صورة
  ادراك الانسان بان مقارنة ظلاله بالجوانب المضيئة للاخرين هي العدو الاول الذي يقتل احترامه لذاته كما انها الدافع لاول جريمة في التاريخ، ولكن المقارنة الايجابيه التي تعزز رصيد الاكتفاء بما ينعم به البشر بعيداً عن جشع طلب المزيد الذي نراه في ايامنا هذه هي البوابة الواسعة التي نمر من خلالها ونفوسنا مطمئنة . ولاننا مصابون بمتلازمة الاعتياد على النعم فاننا نراها صغيرة الحجم مهما عظُمت قياساً بما هو مفقود فسيارتك مهما بدت بسيطة لابد ان تراها نعمة كبيرة مقارنة بالمشي على الاقدام وان كنت تمشي على الاقدام فغيرك عاجز عن ان يخطو خطوات بسيطة ليصل الى وجهته، وبيتك مهما بدا بسيطا فجدرانه تحميك من قسوة برودة الشتاء و لهيب حرارة الصيف، نظرتك تمنح قيمة لما تمتلك وكذلك قيمتك كانسان مر بتجارب متفردة لم يمر بها غيره هي ملامحك الخاصة التي تتصف بها، اخطاؤك وضعفك وعيوبك هي الطرق التي تعلمت من خلالها عيش الحياة .